الكثير منا يحب القهوة التركي فهي بالنسبة للكثيرين أكثر- لا أخفي سراً فأنا منهم – من مجرد تعلق فقط
بل وصلت لحدود العشق و الإدمان !

بداية لا توجد رواية محددة لتاريخ إكتشاف نبات و بذور القهوة ولكن ما تأكد منه إنها بدأت عند شبه الجزيرة العربية ولكن ليست في عهود الجاهلية أو دخول الإسلام لتلك المنطقة
فالروايات غير محددة للأمانة البحثية

ولكن الرواية الأكثر تصديقاً ، أن أحد العرب كان يسير بالأبل الخاصة به
فنام تحت أحد الأشجار وهنا قامت الأبل الخاصة به بالأكل من تلك الأشجار
وقد لاحظ الراعي أن إبله أضحت أكثر نشاطا و سهراً ومقاومة
فأخذ تلك البذور أيضاً ليستطيع أن يكون هو الأخر نشطا وليقوم بعبادته وقيام الليل .

ويمكن أن تكون هناك روايات من هنا أو هناك و لكن معظم الإختراعات و النظريات و الإكتشافات بدأت بظروف مشابهة
كا نيوتن الذي إستراح تحت إحد الأشجار ليجد
تفاحة تقع علي رأسه مخرجة لنا نظرية من أهم نظريات التاريخ البشري “نظرية الجاذبية” .

الخطاء التاريخي الشائع عند الكثير إعتقادا أنه مادامت هذه قهوة تركي فتعني إنها تزرع وتصدر من دولة تركيا
وهو بالطبع خطاء كبير ،

فمرت عملية إستخدام القهوة التركي بعدة مراحل ولكن الأصل ان منشأها الأساسي كان دولة اليمن وأطراف من المملكة العربية السعودية

ومن هنا بدأت إستخدام نبات القهوة وتقشيره ونقعه وعدة مراحل أخري ليصبح بذرة سمراء
تسمي “الذهب الأسود” وهي البن قبل طحنه ،

التاريخ أيضاً لا يستشهد بالمراحل الأولي من إنتقال القهوة من اليمن الي تركيا
ولكن بعض المصادر تفند أن إثنان تجار من حلب و دمشق إخذا كميات كبيرا من تلك النبتة الي الشام و أفتتحا دكان صغير إجتذب الكثير بسبب طعمه ومفعوله ،

فوصل الصيت للبلاط العثماني في تركيا والتي كانت معظم الجزيرة العربية ومصر والسودان تحت وصايتها

فأخذت تلك النبتة من اليمن كأحتكار لها وقامت بتصديرها الي أوروبا وكل دول المشرق والمغرب لتصبح إسمها قهوة تركية

لتعتقد انها صناعة تركية رغم ان زراعتها تحتاج لمناخ أستوائي جاف سواء عند الزراعة او الحسد في مراحله الثلاثة
وهو غير متوافر علي الإطلاق في الأراضي التركية
فأتي من هنا التفكير بأنها تركية ،

وبدأت دول إخري زراعتها منها أجزاء من الهند و اليمن والمملكة و بالطبع البرازيل و كولمبيا و غيرها

وكانت كولمبيا ستصبح الأكثر إنتاجا عن البرازيل لولا أهتمامهم بزراعة نبات الأفيون ومشتقاته كالكوكاين وغيرها

لانها تدر أموال أكثر رغم انها تجارة غير شرعية وغير أخلاقية ولكن فعالم المال و الأعمال – الأخلاق – مكانه بسيط ولا يوضع له الكثير من الحساب .

القهوة كنبته لديها اربع مراحل وكل مرحلة لديها إستخدام في درجة سمار – فاتح او غامق – أو غيرها
ولكن ما يتفق عليه أن البرازيل هي أكبر مصدر للبن فالعالم والمتحكمة في أسعاره
رغم ان اليمن و كينيا ممكن أن تكون أكبر منها
وبالأخص اليمن لولا أن هناك أمارة فتفوتة و إمارة في وسط أوروبا وأسيا وإمارة إخري في أقصي الغرب لا تريد لنا
أي خير أو تقدم !

معلومة عالماشي أنواع البن المشهورة وطرق تحضيرها كالموكا و الكابتشينو والنيسكافيه و غيرها هي مشتقات من البن العربي و لكن بتكتولوجيا إيطالي

والقهوة الأيرلندي الشهيرة التي يشربها الكثير من العرب
ليست أيرلندي
فالقهوة الأيرلندي الأصلي هي إسبرسو ثقيل مضاف عليه حليب مخفوق بجانب ال ويسكي الأيرلندي
لان الشعب الأيرلندي هم الأكثر إستهلاكا للخمور بأنواعه فالعالم
فيكفي ان تعرف ان ٣٠٪ من مكونات الطعام عندهم من الخمور و حتي المشروبات المنبها كالقهوة والشاي بها في بعض أنواعها ويسكي و براندي !

ومعلومة أخري ان الأبحاث تضاربت عن فوائد او عيوب القهوة
ولكن المتفق ان مادة الكافيين تؤثر علي الذاكرة المؤقتة في عقل الإنسان
ويمكن من خلالها نسيان بعض المكتسبات العقلية المؤقتة داخل العقل
لذلك تجد تحذيرات منها للطلبة الذين لديهم إمتحانات و غيرها
ولكن من ضمن فوائدها انها تظبط نسبة الأفراز السكري
فالجسم .

نهاية المقال ان هذه القهوة المحبوبة السمراء اللون التي ندوب فيها عشقا و هي تدلل علينا
هي قهوة عربي وليست تركي
فلتذهب تركيا الي الجحيم !

IMG_3322.JPG