إدوارد جريج كان يتجول أحد المرات في حديقة عامة فوجد فتاة لطيفة تتجول فالحديقة بضفائر متدلية من رأسها و ضحكة و إبتسامة لم يعتد أن يراها كثيرا

وكانت تلك الفتاة لم تبلغ عامها الثامن بعد فأقترب منها الموسيقار إدوارد جريج و سألها عن إسمها فردت بأدب “واجني”

فأمام براءة و جمال تلك الطفلة لم يستطع الموسيقار الا ان يقدم لها شئ لطيف يفرحها أكثر

فبحث في معطفه يميناً و يسارا فلم يجد شئ يملكه يعطيه لها

فنظر لها و وعدها بهدية يقدمها ل “واجني” بعد عشر سنوات

فتحولت إبتسامة تلك الفتاة لإستغراب لماذا ليس اليوم أو ربما الغد
لماذا بعد عشر سنوات بالتحديد ؟!

مما أثار حفيظتها و جري في رأسها ربما لتكون حيلة من الموسيقار للعدول عن إهداءها هدية

ولكنه سرعان ما لاحظ إستغرابها وبادر لقتل مخاوفها و ظنونها
بان هذه الهدية سيصنعها بنفسه و انها ليست بسيطة لتستغرق عدة أيام بل تأخذ أيام و سنين

وهنا تركته تلك الطفلة و ذهبت لكوخ والدها حيث تمكث في أحد غابات القرية المليئة بالثلوج حيث برود الطقس و بطء الليالي و لكن كما يحترق الحطب يحترق ليجلب دفء فالمشاعر

وحكت لوالدها ما حدث معها في الحديقة وهنا إختار الوالد أيضاً في تلك المصادفة الغريبة و سألها عن اسم ذاك الشخص الغريب
فقالت بأنها لم تتعرف عليه و لكنه يبدو من الأشخاص المهمين

وتمر سنون و تكبر الطفلة “واجني ” و تدرس فالمدينة و في أحد الليالي تجد عامل بريد يطرق علي بابها
فتفتح الشابة الجميلة الباب لتجد عامل البريد أمامها و يسألها بلطف
عن اسمها فتجيب بتلك الإبتسامة الرقيقة بأنها الشخص الذي يسال عليه

فيسلمها جواب عمره خمس سنوات كاملة فتفتح الجواب و قبل قراءته تسال عامل البريد بان ذاك الجواب كان مفترض ان يسلم من خمس سنوات كاملة
لماذا تأخر ؟ وكيف عرف الجواب عنوانها في سكنها فالمدينة ؟

فرد عامل البريد في حدود ما يعرفه بان الأقاويل ان تلك الجواب تركه شخص ذو نفوذ و ترك بعض المال ليتم تسليمه لتلك الكوخ فالقرية

ولكن الكوخ فرغ من أهله فبعد سؤال المحيطين بالكوخ أعطوه معلومات ان المرسل يسكن بالمدينة و هاك تلك الرسالة

فتحت الجواب لتجد كلمات مكتوبة بخط جميل يدعوها لحضور حفل في المسرح الكبير بعد عدة أشهر لان هناك مفاجأة في إنتظارها

فتذهب بصحبة أصدقاءها لذاك المسرح الكبير ًتستعجب من كم الحضور
حتي يكسر تعجبه
مقدمة المسرح بعد فتح الستار و ظهور الأوركسترا الموسيقية
لتعلن
“سيداتي ،،، سادتي نستمع الان الي مقطوعة موسيقية كتبها الراحل الموسيقار الكبير إدوارد جريج قبل وفاتها و إسمها
معزوفة “واجيني”

أدمعت عيناي واجني من جمال المعزوفة فعلا كانت تلك الهدية المجهولة التي حضرها لها لسنوات

عادت واجني بعد فترة للحديقة و وقفت في نفس المكان و وضعت وردة و إبتسمت و نظرت للسماء
و قالت شكرًا

وكانت تلك من أجمل معروفات “إدوارد جريج ”

– مستوحاة من الأدب الروسي –
الراوي

IMG_3496.PNG