قرأت منذ عدة أيام إستعداد الجماعة الإسلامية المسمي ب ” داعش ” علي البدء في حرب ضد المستعمرات الكافرة – علي حد تعبيرهم –  تسمي ” حرب نهاية العالم ” 

أو ” أرماجدون ” وهي مذكورة في الكتاب المقدس و أيضاً القرآن الكريم 

كنوع من الحروب التي تنتهي بإسداء الستار عن المسرحية التراجيدية المسماة “حياة”و الأهمية تأتي من أن هناك شبه توافق من ورا تلك أن نهاية العالم قريبة 

وليس موضوع المقال هي التطرق لنوايا الجماعة الأسلامية أو الدولة الإسلامية أو أياً كان مسماها فهي لا تستحق عناء الدراسة أو المناقشة لانها ظاهرة تأخذ دورها في مسار التاريخ و ستنتهي قريباً والمبكي المضحك ، إننا لن نعرف لما كانت و كيف إنتهت و غيرها من تسأولات لا جواب لها .

منذ أن خلق الله عز وجل الأرض والسموات السبع ،،، وكان له حكمة في توطين البشر في صورة ذكر ممثل ب ( آدم ) و إنثي خلقت من ضلعه ممثلا في ( حواء ) خلقت بعده بسنوات و كان الإرث البشري أن يعمر الأرض و يحقق الأكتفاء من خيرات الأرض دون أن يدمرها أو يستنزفها ،،،

ولكن الإنسان لم يكتفي بما أعطاه الله له ،،،، لتبدأ جحود الإنسان علي نعمة الله عز وجل 

ويكون عقاب آدم من العزيز القدير أن يهبط الأرض بما رحبت ليبدأ صفحة جديدة مع خالقه بعد عصيانه له ،،،، ولكن تتوالي جحودالبشر من حيث قتل ( قابيل ) لأخيه ( هابيل ) في قصة يعرفها الجميع من أن الله عز وجل قبل صدقة جأئت من هابيل راعي الغنم ولم يتقبلها – الصدقة – من أخيه قابيل زارع الأرض لما إكتنفها من سوء نيته ،،،

مما جعل قابيل يضمر الشر بأخيه فقتله وهي ثاني خطايا الإنسان وليست الأولي كما أسلفنا الذكر ،،،،

خلق الله الأرض  لنعمرها و وضع منظومة تجعل الكل سواسية بدون أن ينزف أحد من قتله الأخر ، دون أن يجوع أحد بينما أخرون يموتون شبعاً من فرط الطعام ،،،

منظومة تجعل توازن في كل شئ حيث ما يخرج من الأرض بعد زراعته يأكله البشر فتأتي حكمة الخالق أن تموت الحيوانات و الطيور و تدفن لتعطي خصوبة لهذه الأرض – التي لا نملك منها ترابة – لتزرع ثانية ! 

ولكننا لم يعجبنا التوازن و أرادنا ما هو أكثر فإستعمرنا الأرض التي لم تكن بحدود وبدأنا نقتل و ندمر ونحرق و نسرق و نغتصب ولم نترك أخضر أو يابس الا و أهلكنها،،،،

التاريخ يحكي ،،،،، سواء حكاه المنتصر أم المهزوم من الفظائع والدمار وكان السبب هو الإستحواذ لتملك شئ ممن لا يملكونه و وسط زخم الأحداث نسينا حقوق بعض البشر ،،،، 

أقل حقوقهم – ليس الترف أو تحقيق الذات و تغذية الروح – بل الحياة 

بسبب دمار البشر و طمعهم ونهم البعض نحو مزيد من السلطة والنفوذ والمال 

مات الملايين ، شرد ملايين الأطفال كله من حماقات البشر فلك أن تتخيل عزيزي أو عزيزتي قارئ المقال ،،،، أن يعمل طفل كوبي لم يتعدي عمره الخمس أعوام في ” لف ” السيجار 15 ساعة يومياً مقابل أقل من بضع دولارات 

في سبيل أن يتفاخر أخر بأنفاس سيجاره أمام مجموعة من رفاقه ،،،،،، 

كم هي حماقات البشر  !؟

في عام 1999 في سيراليون التي تمزقها الحرب الأهلية، حيث يقوم الثوار المعروفين بمقاتلي الحرية بمهاجمة القرى واحدة تلو الأخرى، ليقتلوا النساء والضعفاء. ويأسروا الرجال الأصحاء، ليتم إرسالهم للعمل في معسكراتهم ومناجمهم للبحث عن الماس. بينما يقومون بتجنيد الأطفال دون الثانية عشرة من عمرهم ليصبحوا من الثوار 

ولماذا من أجل لحظة رومانسية يركع الشاب علي قدميه ليطلب يد حبيبته للزواج مهدياً إياها خاتم من الماس ،،،، ماس ملطخ بالدماء 

كم هي حماقات البشر !؟

بداية فبراير  2003 قامت نزاع مسلح بين السلطة السودانية و جبهة التحرير في إقليم دارفور الذي يشكل خمس مساحة السودان على خلفيات عرقية وقبلية وليست لاسباب دينية كما هو الحال في حرب الجنوب. هذا على الرغم من ان الفروق العرقية والقبلية بين قبائل دارفور غير واضحة ولا محددة المعالم وجميع القبائل تدين بالإسلام.

ولكن علي أي حال قام النزاع من أجل لا شئ و بسبب لا شئ ولكن النتيجة كانت مأساة بجميع تفاصيلها فيكفي أن تعرف أن تقدير المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة لشئون اللائجين 

المعروفة ب UNHCR 

بتعدي عدد القتلي – مرض و عنف – الي ما يقرب 300الف منذ بدء الأزمة و تعدي عدد المشردين و اللائجين الي مليونا مشرد و لاجئ منذ بدء الأزمة و الصراع 

كم هي حماقات البشر !؟ 

الحرب الأهلية الروسية تعتبر الفصل الأخير من الثورة الروسية، تميزت بالشراسة والوحشية الشديدة خصوصا ضد المدنيين مما أدي بحياة ما يقرب من ثلاثة عشر مليون نسمة وتهجير ما يقرب من مليون نسمة هجرة شبه دائمة. استمرت تقليديا في كتابة التاريخ السوفياتي فترة 1918-1921، ولكن الحرب كمناوشات امتدت فعلا بين 1917-1923 م . 

كانت بين الشيوعين البلاشفة (الجيش الأحمر بقيادة ليون تروتسكي) ومجموعات من المحافظين الديموقراطيين والشيوعيين المعتدلين والقوميين والروس البيض، كانت فرصه لتدخل العديد من القوي الداخلية والخارجية مثل اليابان، بريطانيا، كندا،فرنسا، وغيرها مما كان له دور رئيسي في صراع وشدته.

كم هي حماقات البشر !؟

لأجل سلطة و نفوذ شرد ملايين من السوريين هنا و هناك ،،، ضاقت بهم الأرض بما رحبت بعد أن كأنو عزيز قوماً 

وأصبح السوري يبغي حياة و ليس ترف أو مال أو سلطة ،،، هل تريد أيه القارئ العزيز كيف تعدم الإنسانية ؟

هو أن تقتل الحلم و الطموح لديه وهو حال اللائجين الأن ،،، و تعاطفك فقط ليس كافياً ولن يحل مأساة هؤلاء اللائجين !

تقتل حلم أنسان لا يفصله عنك سوي عدة أميال ، مثله مثلك لنقابل أسهل الردود علي الإطلاق 

انها الطبيعة البشرية ،،،

فلا إنها لم تكن أبداً فطرة الله في خلقه 

– يستكمل –