من آفات المجتمع الأكثر من الجهل هي #التدين_الظاهري ، ولدت هذه الظاهرة في منتصف السبعينات بالتحديد عندما قرر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات أن يحتوي صعود و سطو الحركة الإشتراكية في المجتمع المصري ب عصا موسي!

عصا موسي يقال إنها العصي الذي نزل بها آدم من الجنة الي الأرض فسلمها جِبْرِيل الي موسي عليه السلام وكان من خلالها يضرب غصون الشجر فينزل منها الثمرات و منها أيضاً خدع سحرة فرعون من خلال تحويلها الي ثعبان ضخم أكل ثعابين السحرة ، و أيضاً ضرب بها البحر فإنشق الي نصفين ف مر هو و من آمن من بني إسرائيل و غرق فرعون و جنوده

وكانت عصا موسي هي الجماعات السلفية و الإخوان المسلمين في يد السادات ، الذي وهم بإن للقضاء علي الثعابين بالعقارب فقد أمنت شر العقارب ،

بدأ السادات في الخطة حينما حدث إعتصام شهير سمي”الكعكة الحجرية”  الشهير في ميدان التحرير عام 1972، وهو الاعتصام الذي شاركت فيه مجموعة كبيرة من الطلاب الشيوعيين والناصريين واليساريين بشكل عام ، إضافة إلى مجموعة أخرى من الشعراء والكتَّاب والمثقفين واستمر الاعتصام لمدة 48 ساعة تقريبا احتلت فيه هذه المجموعات الميدان بصورة أوحت لوكالات الأنباء العالمية بأن نظام حكم السادات في خطر، الأمر الذي دفع بأجهزة الأمن إلى اقتحام الميدان وتفريق المعتصمين وإنهاء الأزمة.

هنا فقط ظهرت الحركة الإسلامية في مصر و بدأت ممارسات لم يشهدها المجتمع المصري و ظواهر شاذة علي الثقافة المصرية منها علي سبيل المثال لا الحصر

تربية الذقن بطريقة مثيرة للغثيان ، لَبْس الجلابيب القصيرة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهم لم يكتفو بمظهرهم الشخصي بل تدخلو في الجامعات و منعو الطالبات من الملابس التي كانت سائدة حينها مثل “الميني جيب و الفساتين القصيرة” بجانب ذلك الإختلاط ، النقاب 

المثير للسخرية إنك ربما تجد زميلتك المتفتحة للحياة اليوم الذي يليه ترتدي نقاب لا يظهر الا عينيها !

ظاهرة التكفير لكل مفكر أو أديب أو مثقف لأن الأسلاميون لا يعترفون بثقافة الإختلاف و لذلك وجدنا تكفير المفكر فرج فودة  وتهديده تلفونياً بالإغتيال ،

ولأن السادات كان شاغله هو التخلص من الناصرية المتمثّلة في الإشتراكية و اليسارية و الحركات العمالية فلم ينتبه الي أن الحركة الأسلامية تطورت من القول للفعل

بدأت قائمة الإغتيالات و حرق الكابريهات منها – حادثة حرق كازينو الليل الشهيرة – بجانب حرق نوادي الفيديو و غيرها 

و هنا فقط بدأ مكون الشعب المصري يتغير ، فظهر الأب الذي يعمل ليلاً نهاراً ليكفي بيته ، تجده بعد أن ربيْ ولده ليحمل عنه هَموم الدنيا بعد أن يكبر به السن يتحول بدون مقدمات الي شخص “إسلاميست” 

ليكفر كل من حوله ، أمه إخواته وحتي والده ، 

فاق السادات بعد فوات الأوان والسلاح الذي إستخدمه ضد غيره ، تحول عليه و إغتيل السادات لتبدأ عهد جهد مع الرئيس السابق حسني مبارك ليطلق يد أمن الدولة في البطش من الحركات الإسلامية و التي توغلت في مفاصل المشهد المصري وتتحول تلك الحركات من ظالمة الي مظلومة 
-يستكمل-

الراوي

الصورة للفنان عادل إمام من الفيلم الشهير الذي دق ناقوس الخطر ” الإرهابي” 

والجملة الشهيرة”لا تناقش و لا تجادل يا أخ علي”